علاء عبد الفتاح: الناشط كمثقف
الثورة هي لحظة يتم اختبارها وفهمها والتعاطي معها على أفضل نحو من قبل مطلقيها. إن رغبتنا المستمرة في تحديد إطار السرد الخاص بالثورة والتعاطي معه يفرض علينا إيجاد فضاءات للتأمل وإنتاج الأفكار. بيد أن هذه الفضاءات عادة ما تُترك للآخرين في الوسط الأكاديمي مستخدمين لغة تحليلية قديمة كي يؤسسوا إطاراً مرجعياً. إلا أنهم يفتقرونإلى معاني جديدة متأصلة في العمل، معاني لا يمكن اختبارها إلا إذا كان المرء حاضراً ومنهمكاً في الحدث.
سوف أبحث في الامتداد الطبيعي لمعنى أن يكون المرء ناشطاً وأن يكون في صدارة النظرية السياسية/ الاجتماعية. فمن خلال سلسلة من ورشات العمل بالتنسيق مع ناشطين، آمل بخلق مثل هذا الفضاء للتأمل حيث لا تنشأ المعاني عن العمليات التقليدية التي تتضمن أن ينأى المرء بنفسه عن الاحتكار التقليدي للمعرفة وعن التسلسل الهرمي للمعرفة. وستعمل ورشات العمل صراحة على خلق فضاء "لممارسة دور المثقف"، أما ردود الفعل الساخرة التي قد تنشأ فستكون هي ذاتها جزءاً من العملية.
الهدف الرئيسي من ورشات العمل هو إثارة أسئلة تستحق البحث بشأنها. وبدلاً من السؤال حول كيفية تحسين الاسترايتيجة والتكتيكات، أو السؤال حول الكيفية التي يمكن للأكاديميين أن يساعدوا من خلالها على تحسين الاستراتيجية والتكتيكات، سوف أسأل الناشطين ما هي الأسئلة النظرية التي من شأنها أن تحسّن استرايتيجياتهم وتكتيكاتهم. إن النشطاء الثوريين من الجيل الذي أنتمي إليه يمتلكون نظرية ومشروعاً. وتظل هذه النظرية غير مصاغة بوضوح لأنها تتعذر على الفهم الحداثي للناس، والجمهور، والسياسات. ومن خلال معالجة هذه المفاهيم نقدياً، آمل بمد جسر لما يبدو أنه ميدان محصور على الناشط المفكر.
عمل علاء عبد الفتاح مع الأطفال الذين يستخدمون موقع فيسبوك للسخرية من المعلمين في إطار مشروع التعبير الرقمي العربي، كما عمل مع النشطاء المناصرين للديمقراطية الذين استخدموا المدونات لحشد آلاف المصريين ضد الحكومة في إطار حركة كفاية، وهو مغرم بمساعدة الناس على استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات كي يتمكنوا من تحدي السلطات. يعمل علاء في النهار كمطور لبرامج حاسوبية مفتوحة المصدر، وفي الليل يرتدي قناعه ويعتمر طاقيته ويجوب شوارع القاهرة متنقلاً بين حملة وحملة حيث يعمل في إنشاء المواقع الإلكترونية ويوفر الدعم والتدريب، ويساعد النشطاء المحتاجين للمساعدة. ويحب أن يتظاهر بأن عمله في "مجمع المدونات المصرية" ساعد على تدشين حقبة جديدة من صحافة المواطنين وإطلاق جيل جديد من نشطاء الوسائط الرقمية، وفي الوقت نفسه يتظاهر الآخرون بأن مدونته ذات أهمية.
حقوق النشر © 2024
المجلس العربى للعلوم الاجتماعية
سياسة الخصوصية
شروط الخدمة
المجلس العربى للعلوم الاجتماعية
بناية علم الدين، الطابق الثاني
شارع جون كندي، رأس بيروت
بيروت – لبنان
هاتف :214 370 1 961
فاكس :215 370 1 961
بريد الكترونى: admin@theacss.org